فصل: غزوة رسول الله خيبر

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الطبقات الكبرى **


 غزوة رسول الله الحديبية

ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية خرج للعمرة في ذي القعدة سنة ست من مهاجره قالوا استنفر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى العمرة فأسرعوا وتهيأوا ودخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيته فاغتسل ولبس ثوبين وركب راحلته القصواء وخرج وذلك يوم الإثنين لهلال ذي القعدة واستخلف على المدينة عبد الله بن أم مكتوم ولم يخرج معه بسلاح إلا السيوف في القرب وساق بدنا وساق أصحابه أيضا بدنا فصلى الظهر بذي الحليفة ثم دعا بالبدن التي ساق فجللت ثم أشعرها في الشق الأيمن وقلدها وأشعر أصحابه أيضا وهن موجهات إلى القبلة وهي سبعون بدنة فيها جمل أبي جهل الذي غنمه يوم بدر وأحرم ولبى وقدم عباد بن بشر أمامه طليعة في عشرين فرسا من خيل المسلمين وفيهم رجال من المهاجرين والأنصار وخرج معه من المسلمين ألف وستمئة ويقال ألف وأربعمئة ويقال ألف وخمسمئة وخمسة وعشرون رجلا وأخرج معه زوجته أم سلمة رضي الله تعالى عنها وبلغ المشركين خروجه فأجمع رأيهم على صده عن المسجد الحرام وعسكروا ببلدح وقدموا مائتي فارس إلى كراع الغميم وعليهم خالد بن الوليد ويقال عكرمة بن أبي جهل ودخل بسر بن سفيان الخزاعي مكة فسمع كلامهم وعرف رأيهم فرجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلقيه بغدير الأشطاط وراء عسفان فأخبره بذلك ودنا خالد بن الوليد في خيله حتى نظر إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عباد بن بشر فتقدم في خيله فأقام بإزائه وصف أصحابه وحانت صلاة الظهر وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه صلاة الخوف فلما أمسى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه تيامنوا في هذا العصل فإن عيون قريش بمر الظهران وبضجنان فسار حتى دنا من الحديبية وهي طرف الحرم على تسعة أميال من مكة فوقعت يدا راحلته على ثنية تهبطه على غائط القوم فبركت فقال المسلمون حل حل يزجرونها فأبت أن تنبعث فقالوا خلأت القصواء فقال النبي صلى الله عليه وسلم إنها ما خلأت ولكن حبسها حابس الفيل أما والله لا يسألوني اليوم خطة فيها تعظيم حرمة الله إلا أعطيتهم إياها ثم زجرها فقامت فولى راجعا عوده على بدئه حتى نزل بالناس على ثمد من أثماد الحديبية ظنون قليل الماء فانتزع سهما من كنانته فأمر به فغرز فيها فجاشت لهم بالرواء حتى اغترفوا بآنيتهم جلوسا على شفير البئر ومطر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية مرارا وكرت المياه وجاءه بديل بن ورقاء وركب من خزاعة فسلموا عليه وقال بديل جئناك من عند قومك كعب بن لؤي وعامر بن لؤي قد استنفروا لك الأحابيش ومن أطاعهم معهم العوذ والمطافيل والنساء والصبيان يقسمون بالله لا يخلون بينك وبين البيت حتى تبيد خضراؤهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم نأت لقتال أحد إنما جئنا لنطوف بهذا البيت فمن صدنا عنه قاتلناه فرجع بديل فأخبر بذلك قريشا فبعثوا عروة بن مسعود الثقفي فكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحو مما كلم به بديلا فانصرف إلى قريش فأخبرهم فقالوا نرده عن البيت في عامنا هذا ويرجع من قابل فيدخل مكة ويطوف بالبيت ثم جاء مكرز بن حفص بن الأخيف فكلمه بنحو مما كلم به صاحبيه فرجع إلى قريش فأخبرهم فبعثوا الحليس بن علقمة وهو يومئذ سيد الأحابيش وكان يتأله فلما رأى الهدي عليه القلائد قد أكل أوباره من طول الحبس رجع ولم يصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إعظاما لما رأى فقال لقريش والله لتخلن بينه وبين ما جاء له أو لأنفرن بالأحابيش قالوا فاكفف عنا حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به وكان أول من بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قريش خراش بن أمية الكعبي ليخبرهم ما جاء له فعقروا به وأرادوا قتله فمنعه من هناك قومه فأرسل عثمان بن عفان فقال اذهب إلى قريش فأخبرهم أنا لم نأت لقتال أحد وإنما جئنا زوارا لهذا البيت معظمين لحرمته معنا الهدي ننحره وننصرف فأتاهم فأخبرهم فقالوا لا كان هذا أبدا ولا يدخلها علينا العام وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عثمان قد قتل فذلك حيث دعا المسلمين إلى بيعة الرضوان فبايعهم تحت الشجرة وبايع لعثمان رضي الله تعالى عنه فضرب بشماله على يمينه لعثمان رضي الله تعالى عنه وقال إنه ذهب في حاجة الله وحاجة رسوله وجعلت الرسل تختلف بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين قريش فأجمعوا على الصلح والموادعة فبعثوا سهيل بن عمرو في عدة من رجالهم فصالحه على ذلك وكتبوا بينهم هذا ما صالح عليه محمد بن عبد الله وسهيل بن عمرو واصطلحا على وضع الحرب عشر سنين يأمن فيها الناس ويكف بعضهم عن بعض على أنه لا إسلال ولا إغلال وأن بيننا عيبة مكفوفة وأنه من أحب أن يدخل في عهد محمد وعقده فعل وأنه من أحب أن يدخل في عهد قريش وعقدها فعل وأنه من أتى محمدا منهم بغير إذن وليه رده إليه وأنه من أتى قريشا من أصحاب محمد لم يردوه وأن محمدا يرجع عنا عامه هذا بأصحابه ويدخل علينا قابلا في أصحابه فيقيم بها ثلاثا لا يدخل علينا بسلاح إلا سلاح المسافر السيوف في القرب وشهد أبو بكر بن أبي قحافة وعمر بن الخطاب وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وعثمان بن عفان وأبو عبيدة بن الجراح ومحمد بن مسلمة وحويطب بن عبد العزى ومكرز بن حفص بن الأخيف وكتب علي صدر هذا الكتاب فكان هذا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموكانت نسخته عند سهيل بن عمرو وخرج أبو جندل بن سهيل بن عمرو من مكة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يرسف في الحديد فقال سهيل هذا أول من أقاضيك عليه فرده إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال يا أبا جندل قد تم الصلح بيننا وبين القوم فاصبر حتى يجعل الله لك فرجا ومخرجا ووثبت خزاعة فقالوا نحن ندخل في عهد محمد وعقده ووثبت بنو بكر فقالوا نحن ندخل مع قريش في عهدها وعقدها فلما فرغوا من الكتاب انطلق سهيل وأصحابه ونحر رسول الله صلى الله عليه وسلم هديه وحلق حلقه خراش بن أمية الكعبي ونحر أصحابه وحلق عامتهم وقصر الآخرون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم الله المحلقين قالها ثلاثا قيل يا رسول الله والمقصرين قال والمقصرين وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحديبية بضعة عشر يوما ويقال عشرين يوما ثم انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما كانوا بضجنان نزل عليه إنا فتحنا لك فتحا مبينا فقال جبريل عليه السلام يهنئك يا رسول الله وهنأه المسلمون أخبرنا الفضل بن دكين أخبرنا شريك عن أبي إسحاق قال سمعت البراء يقول كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة أخبرنا سليمان بن داود أبو داود الطيالسي أخبرنا شعبة أخبرني عمرو بن مرة سمعت عبد الله بن أبي أوفى صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان قد شهد بيعة الرضوان قال كنا يومئذ ألفا وثلاثمائة وكانت أسلم يومئذ ثمن المهاجرين أخبرنا سليمان بن داود الطيالسي قال أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة سمعت سالم بن أبي الجعد قال سألت جابر بن عبد الله كم كنتم يوم الشجرة قال كنا ألفا وخمسمئة وذكر عطشا أصابهم قال فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بماء في تور فوضع يده فيه فجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنها العيون قال فشربنا ووسعنا وكفانا قال قلت كم كنتم قال لو كنا مائة ألف لكفانا كنا ألفا وخمسمئة وأخبرنا موسى بن مسعود أبو حذيفة النهدي أخبرنا عكرمة بن عمار عن إياس بن سلمة عن أبيه قال قدمنا الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن أربع عشرة مائة وعليها خمسون شاة ما ترويها قال فعقد رسول الله صلى الله عليه وسلم على جباها فإما دعا وإما بزق قال فجاشت قال فسقينا واستقينا أخبرنا عبيد الله بن موسى أخبرنا إسرائيل عن طارق قال انطلقت حاجا فمررت بقوم يصلون فقلت ما هذا المسجد قالوا هذه الشجرة حيث بايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان فأتيت سعيد بن المسيب فأخبرته فقال حدثني أبي أنه كان في من بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة قال فلما خرجنا من العام نسيناها فلم نقدر عليها قال سعيد إن كان أصحاب محمد لم يعلموها وعلمتموها أنتم فأنتم أعلم أخبرنا قبيصة بن عقبة ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا أخبرنا سفيان عن طارق بن عبد الرحمن قال كنت عند سعيد بن المسيب فتذاكروا الشجرة فضحك ثم قال حدثني أبي أنه كان ذلك العام معهم وأنه قد شهدها فنسوها من العام المقبل أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء العجلي عن زياد بن الجصاص عن الحسن عن عبد الله بن مغفل قال عبد الوهاب وأخبرني سعيد عن قتادة عن عبد الله بن مغفل قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة يبايع الناس وأبي رافع أغصانها عن رأسه أخبرنا يونس بن محمد المؤدب وأحمد بن إسحاق الحضرمي قالا أخبرنا يزيد بن بزيع عن خالد الحذاء عن الحكم بن عبد الله الأعرج عن معقل بن يسار قال كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية وكان يبايع الناس وأنا أرفع بيدي غصنا من أغصان الشجرة عن رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعهم على أن لا يفروا ولم يبايعهم على الموت فقلنا لمعقل كم كنتم يومئذ قال ألفا وأربعمائة رجل أخبرنا المعلى بن أسد أخبرنا وهيب عن خالد الحذاء عن الحكم بن الأعرج عن معقل بن يسار أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبايع الناس عام الحديبية تحت الشجرة ومعقل بن يسار رافع غصنا من أغصان الشجرة بيده عن رأسه فبايعهم على أن لا يفروا قال قلنا كم كنتم قال ألفا وأربعمائة أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء أخبرنا عبد الله بن عون عن نافع قال كان الناس يأتون الشجرة التي يقال لها شجرة الرضوان فيصلون عندها قال فبلغ ذلك عمر بن الخطاب فأوعدهم فيها وأمر بها فقطعت أخبرنا وكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال إن أول من بايع النبي صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان أبو سنان الأسدي قال محمد بن سعد فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر فقال هذا وهل أبو سنان الأسدي قتل في حصار بني قريظة قبل الحديبية والذي بايعه يوم الحديبية سنان بن سنان الأسدي أخبرنا إسماعيل بن عبد الكريم الصنعاني حدثني إبراهيم بن عقيل بن معقل عن أبيه عن وهب بن منبه قال سألت جابر بن عبد الله كم كانوا يوم الحديبية قال كنا أربع عشرة مائة فبايعناه تحت الشجرة وهي سمرة وعمر آخذ بيده غير جد بن قيس اختبأ تحت إبط بعيره وسألته كيف بايعوه قال بايعناه على أن لا نفر ولم نبايعه على الموت وسألته هل بايع النبي صلى الله عليه وسلم بذي الحليفة فقال لا ولكن صلى بها ولم يبايع عند الشجرة إلا الشجرة التي بالحديبية ودعا النبي صلى الله عليه وسلم على بئر الحديبية وأنهم نحروا سبعين بدنة بين كل سبعة منهم بدنة قال جابر وأخبرتني أم مبشر أنها سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند حفصة لا يدخل النار إن شاء الله أصحاب الشجرة الذين بايعوا تحتها قالت حفصة بلى يا رسول الله فانتهرها فقالت حفصة وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا فقال النبي صلى الله عليه وسلم ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا وأخبرنا موسى بن مسعود النهدي أخبرنا سفيان عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال صالح النبي صلى الله عليه وسلم المشركين يوم الحديبية على ثلاثة أشياء على أن من أتاه من المشركين يرد إليهم ومن أتاهم من المسلمين لم يردوه إليهم وعلى أن يدخلها من قابل فيقيم بها ثلاثة أيام ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف والقوس ونحوه فجاء أبو جندل يحجل في قيده فرده إليهم أخبرنا سليمان بن حرب أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن عكرمة قال لما كتب النبي صلى الله عليه وسلم الكتاب الذي بينه وبين أهل مكة يوم الحديبية قال اكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم قالوا أما الله فنعرفه وأما الرحمن الرحيم فلا نعرفه قال فكتبوا باسمك اللهم قال وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم في أسفل الكتاب ولنا عليكم مثل الذي الذي لكم علينا أخبرنا موسى بن مسعود النهدي أخبرنا عكرمة بن عمار عن أبي زميل عن بن عباس قال قال عمر بن الخطاب لقد صالح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهل مكة على صلح وأعطاهم شيئا لو أن نبي الله أمر علي أميرا فصنع الذي صنع نبي الله ما سمعت له ولا أطعت وكان الذي جعل لهم أن من لحق من الكفار بالمسلمين يردوه ومن لحق بالكفار لم يردوه أخبرنا أبو سهل نصر بن باب عن الحجاج عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب أنه قال اشترط أهل مكة على رسول الله صلى الله عليه وسلم من الحديبية ألا يدخل أحد من أصحابه مكة بسلاح إلا سلاحا في قراب أخبرنا إسحاق بن يوسف الأزرق أخبرنا شريك عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال اشترط المشركون على رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية ألا يدخلها بسلاح فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا جلبان السلاح قال وهو القراب وما فيه السيف والقوس وأخبرنا محمد بن حميد العبدي عن معمر عن قتادة قال لما كان سفر الحديبية صد المشركون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه عن البيت فقاضوا المشركين يومئذ قضية أن لهم أن يعتمروا العام المقبل في هذا الشهر الذي صدوهم فيه فجعل الله لهم شهرا حراما يعتمرون فيه مكان شهرهم الذي صدوا فيه فذلك قوله الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص أخبرنا هشام أبو الوليد الطيالسي أخبرنا أبو عوانة عن حصين عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا سفيان بن حرب قال حين قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الحديبية كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد ألا يلج علينا بسلاح ولا يقيم بمكة إلا ثلاث ليال ومن خرج منا إليكم رددتموه علينا ومن أتانا منكم رددناه إليكم أخبرنا أبو معاوية الضرير ومحمد بن عبيد قالا أخبرنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر قال نحر النبي صلى الله عليه وسلم سبعين بدنة عام الحديبية البدنة عن سبعة وزاد محمد بن عبيد في حديثه وكنا يومئذ ألفا وأربعمائة ومن لم يضح يومئذ أكثر ممن ضحى أخبرنا عبيد الله بن موسى قال أخبرنا موسى بن عبيدة عن إياس بن سلمة الأكوع عن أبيه قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة الحديبية فنحرنا مائة بدنة ونحن بضع عشرة مائة ومعهم عدة السلاح والرجال والخيل وكان في بدنه جمل أبي جهل فنزل بالحديبية فصالحته قريش على أن هذا الهدي محله حيث حبسناه أخبرنا إسحاق بن عيسى أخبرني مالك بن أنس عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله قال نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الحديبية البدنة عن سبعة والبقرة عن سبعة أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن جابر بن عبد الله قال نحر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية سبعين بدنة البدنة عن سبعة أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا أبو عوانة عن أبي بشر بن سليمان بن قيس عن جابر بن عبد الله قال نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية سبعين بدنة البدنة عن سبعة أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي أخبرنا سفيان الثوري عن أبي الزبير عن جابر قال نحرنا يوم الحديبية سبعين بدنة البدنة عن سبعة وقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليشترك منكم النفر الهدي أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالكأنهم نحروا يوم الحديبية سبعين بدنة عن كل سبعة بدنة أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة قال ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم خرج يوم الحديبية فرأى رجالا من أصحابه قد قصروا فقال يغفر الله للمحلقين قالوا يا رسول الله وللمقصرين قال ذلك ثلاثا وأجابوه بمثل ذلك فقال عند الرابعة وللمقصرين أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي إبراهيم عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى أصحابه حلقوا رؤوسهم عام الحديبية غير عثمان بن عفان وأبي قتادة الأنصاري فاستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم للمحلقين ثلاث مرات وللمقصرين مرة أخبرنا يونس بن محمد المؤدب أخبرنا أوس بن عبد الله النصري أخبرنا بريد بن أبي مريم عن أبيه مالك بن ربيعة أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول اللهم اغفر للمحلقين فقال رجل وللمقصرين فقال في الثالثة أو في الرابعة وللمقصرين قال وأنا محلوق يومئذ فما سرني حمر النعم أو خطر عظيم أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس عن مجمع بن يعقوب عن أبيه أنه قال لما صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وحلقوا بالحديبية ونحروا بعث الله ريحا عاصفا فاحتملت أشعارهم فألقتها في الحرم حدثنا الفضل بن دكين عن شريك عن ليث عن مجاهد إنا فتحنا لك فتحا مبينا قال نزلت عام الحديبية أخبرنا الفضل بن دكين عن سفيان بن عيينة عن بن جريج عن مجاهد إنا فتحنا لك فتحا مبينا إنا قضينا لك قضاء مبينا فنحر النبي صلى الله عليه وسلم بالحديبية وحلق رأسه أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا شعبة عن قتادة سمعت أنس بن مالك يقول نزلت هذه الآية حين رجع النبي صلى الله عليه وسلم من الحديبية إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر أخبرنا قبيصة بن عقبة أخبرنا سفيان الثوري عن داود عن الشعبي قال الهجرة ما بين الحديبية إلى الفتح والحديبية هي الفتح أخبرنا يونس بن محمد المؤدب أخبرنا مجمع بن يعقوب حدثني أبي عن عمه عبد الرحمن بن يزيد عن مجمع بن جارية قال شهدت الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرفنا عنها إذا الناس يوجفون الأباعر قال فقال الناس بعضهم لبعض ما للناس قالوا أوحي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فخرجنا نوجف مع الناس حتى وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا عند كراع الغميم فلما اجتمع إليه بعض ما يريد من الناس قرأ عليهم إنا فتحنا لك فتحا مبينا قال قال رجل من أصحاب محمد يا رسول الله أو فتح هو قال أي والذي نفسي بيده إنه لفتح قال ثم قسمت خيبر على أهل الحديبية على ثمانية عشر سهما وكان الجيش ألفا وخمسمائة فيهم ثلاثمائة فارس وكان للفارس سهمان أخبرنا مالك بن إسماعيل أخبرنا زهير أخبرنا أبو إسحاق قال قال البراء أما نحن فنسمي الذي يسمون فتح مكة يوم الحديبية بيعة الرضوان أخبرنا علي بن محمد عن جويرية بن أسماء عن نافع قال خرج قوم من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك بأعوام فما عرف أحد منهم الشجرة واختلفوا فيها قال بن عمر كانت رحمة من الله أخبرنا عبد الله بن الوهاب بن عطاء العجلي قال أخبرنا خالد الحذاء أخبرني أبو المليح عن أبيه قال أصابنا يوم الحديبية مطر لم يبل أسافل نعالنا فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن صلوا في رحالكم‏.‏

 غزوة رسول الله خيبر

ثم غزوة رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر في جمادي الأولى سنة سبع من مهاجره وهي على ثمانية برد من المدينة قالوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتهيؤ لغزوة خيبر ويجلب من حوله يغزون معه فقال لا يخرجن معنا إلا راغب في الجهاد وشق ذلك على من بقي بالمدينة من اليهود فخرج واستخلف على المدينة سباع بن عرفطة الغفاري وأخرج معه أم سلمة زوجته فلما نزل بساحتهم لم يتحركوا تلك الليلة ولم يصح لهم ديك حتى طلعت الشمس وأصبحوا وأفئدتهم تخفق وفتحوا حصونهم وغدوا إلى أعمالهم معهم المساحي والكرازين والمكاتل فلما نظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا محمد والخميس يعنون بالخميس الجيش فولوا هاربين إلى حصونهم وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ووعظ رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وفرق بينهم الرايات ولم يكن الرايات إلا يوم خيبر إنما كانت الألوية فكانت راية النبي صلى الله عليه وسلم السوداء من برد لعائشة تدعى العقاب ولواءه أبيض ودفعه إلى علي بن أبي طالب وراية إلى الحباب بن المنذر وراية إلى سعد بن عبادة وكان شعارهم يا منصور أمت فقاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم المشركين قاتلوه أشد القتال وقتلوا من أصحابه عدة وقتل منهم جماعة كثيرة وفتحها حصنا حصنا وهي حصون ذوات عدد منها النطاة ومنها حصن الصعب بن معاذ وحصن ناعم وحصن قلعة الزبير والشق وبه حصون منها حصن أبي وحصن النزار وحصون الكتيبة منها القموص والوطيح وسلالم وهو حصن بني أبي الحقيق وأخذ كنز آل أبي الحقيق الذي كان في مسك الجمل وكانوا قد غيبوه في خربة فدل الله رسوله عليه فاستخرجه وقتل منهم ثلاثة وتسعين رجلا من يهود منهم الحارث أبو زينب ومرحب وأسير وياسر وعامر وكنانة بن أبي الحقيق وأخوه وإنما ذكرنا هؤلاء وسميناهم لشرفهم واستشهد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر ربيعة بن أكثم وثقف بن عمرو بن سميط ورفاعة بن مسروح وعبد الله بن أمية بن وهب حليف لبني أسد بن عبد العزى ومحمود بن مسلمة وأبو ضياح بن النعمان من أهل بدر والحارث بن حاطب من أهل بدر وعدي بن مرة بن سراقة وأوس بن حبيب وأنيف بن وائل ومسعود بن سعد بن قيس وبشر بن البراء بن معرور مات من الشاة المسمومة وفضيل بن النعمان وعامر بن الأكوع أصاب نفسه فدفن هو ومحمود بن مسلمة في غار واحد بالرجيع بخيبر وعمارة بن عقبة بن عباد بن مليل ويسار العبد الأسود ورجل من أشجع فجميعهم خمسة عشر رجلا وفي هذه الغزاة سمت زينب بنت الحارث امرأة سلام بن مشكم رسول الله صلى الله عليه وسلم أهدت له شاة مسمومة فأكل منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وناس من أصحابه فيهم بشر بن البراء بن معرور فمات منها فيقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتلها وهو الثبت عندنا وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالغنائم فجمعت واستعمل عليها فروة بن عمرو البياضي ثم أمر بذلك فجزيء خمسة أجزاء وكتب في سهم منها لله وسائر السهمان أغفال وكان أول ما خرج سهم النبي صلى الله عليه وسلم لم يتخير في الأخماس فأمر ببيع الأربعة الأخماس في من يزيد فباعها فروة وقسم ذلك بين أصحابه وكان الذي ولي السهمان زيد بن ثابت فأحصاهم ألفا وأربعمائة والخيل مئتي فرس وكانت السهمان على ثمانية عشر سهما لكل مائة رأس وللخيل أربعمائة سهم وكان الخمس الذي صار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعطى منه على ما أراه الله من السلاح والكسوة وأعطى منه أهل بيته ورجالا من بني عبد المطلب ونساء واليتيم والسائل وأطعم من الكتيبة نساءه وبني عبد المطلب وغيرهم وقدم الدوسيون فيهم أبو هريرة وقدم الطفيل بن عمرو وقدم الأشعريون ورسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فلحقوه بها فكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه فيهم أن يشركوهم في الغنيمة ففعلوا وقدم جعفر بن أبي طالب وأهل السفينتين من عند النجاشي بعد أن فتحت خيبر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أدري بأيهما أنا أسر بقدوم جعفر أو بفتح خيبر وكانت صفية بنت حيي ممن سبى رسول الله صلى الله عليه وسلم بخيبر فأعتقها وتزوجها وقدم الحجاج بن علاط السلمي على قريش بمكة فأخبرهم أن محمدا قد أسرته يهود وتفرق أصحابه وقتلوا وهم قادمون بهم عليكم واقتضى الحجاج دينه وخرج سريعا فلقيه العباس بن عبد المطلب فأخبره خبر رسول الله صلى الله عليه وسلم على حقه وسأله أن يكتم عليه حتى يخرج ففعل العباس فلما خرج الحجاج أعلن بذلك العباس وأظهر السرور وأعتق غلاما يقال له أبو زبيبة أخبرنا وهب بن جرير بن حازم قال أخبرنا هشام الدستوائي عن قتادة عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى خيبر لثماني عشرة مضت من شهر رمضان فصام طوائف من الناس وأفطر آخرون فلم يعب على الصائم صومه ولا على المفطر فطره أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري أخبرنا حميد الطويل عن أنس قال انتهينا إلى خيبر ليلا فلما أصبحنا وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الغداة ركب وركب المسلمون معه فخرج وخرج أهل خيبر حين أصبحوا بمساحيهم ومكاتلهم كما كانوا في أرضيهم فلما رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا محمد والله محمد والجيش ثم رجعوا هرابا إلى مدينتهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين قال أنس وأنا رديف أبي طلحة وإن قدمي لتمس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا روح بن عبادة أخبرنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس بن مالك عن أبي طلحة قال لما صبح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر وقد أخذوا مساحيهم وغدوا إلى حروثهم وأرضيهم فلما رأوا نبي الله صلى الله عليه وسلم ومعه الجيش نكصوا مدبرين فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر الله أكبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين أخبرنا هوذة بن خليفة أخبرنا عوف عن الحسن قال لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بحضرة خيبر فزع أهل خيبر وقالوا جاء محمد وأهل يثرب قال فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأى فزعهم إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة أخبرنا ثابت عن أنس قال كنت رديف أبي طلحة يوم خيبر وقدمي تمس قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فأتيناهم حين بزغت الشمس وقد أخرجوا مواشيهم وخرجوا بفؤوسهم ومكاتلهم ومرورهم وقالوا محمد والخميس قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكبر الله أكبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين قال فهزمهم الله أخبرنا سليمان بن حرب أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الصبح بغلس وهو قريب من خيبر ثم أغار عليهم فقال الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين فدخل عليهم فخرجوا يسعون في السكك ويقولون محمد والخميس محمد والخميس قال فقتل المقاتلة وسبى الذرية أخبرنا عفان بن مسلمأخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا عبيد الله بن عمر قال وأظنه عن نافع عن بن عمر قال أتى رسول الله عليه السلام أهل خيبر عند الفجر فقاتلهم حتى ألجأهم إلى قصرهم وغلبهم على الأرض والنخل فصالحهم على أن يحقن دماءهم ولهم ما حملت ركابهم وللنبي صلى الله عليه وسلم الصفراء والبيضاء والحلقة وهو السلاح ويخرجهم وشرطوا للنبي صلى الله عليه وسلم أن لا يكتموه شيئا فإن فعلوا فلا ذمة لهم ولا عهد فلما وجد المال الذي غيبوه في مسك الجمل سبى نساءهم وغلب على الأرض والنخل ودفعها إليهم على الشطر فكان بن رواحة يخرصها عليهم ويضمنهم الشطر أخبرنا عبد الله بن نمير أخبرنا يحيى بن سعيد عن صالح بن كيسان قال كان مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم خيبر مائتا فارس أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا وهيب أخبرنا سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر لأدفعن الراية إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ويفتح عليه قال قال عمر فما أحببت الإمارة قبل يومئذ فتطاولت لها واستشرفت رجاء أن يدفعها إلي فلما كان الغد دعا عليا فدفعها إليه فقال قاتل ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك فسار قريبا ثم نادى يا رسول الله علام أقاتل قال حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا عكرمة بن عمار أخبرني إياس بن سلمة بن الأكوع قال أخبرني أبي قال بارز عمي يوم خيبر مرحب اليهودي فقال مرحب قد علمت خيبر أني مرحب شاكي السلاح بطل مجرب إذا الحروب أقبلت تلهب فقال عمي عامر‏:‏ قد علمت خيبر أني عامر شاك السلاح بطل مغامر فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فرجع السيف على ساقه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه قال سلمة بن الأكوع فلقيت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا بطل عمل عامر قتل نفسه قال سلمة فجئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي فقلت يا رسول الله أبطل عمل عامر قال ومن قال ذاك قلت أناس من أصحابك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذب من قال ذاك بل له أجره مرتين إنه حين خرج إلى خيبر جعل يرجز بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيهم النبي يسوق الركاب وهو يقول تالله لولا الله ما اهتدينا وما تصدقنا وما صلينا إن الذين كفروا علينا إذا أرادوا فتنة أبينا ونحن عن فضلك ما استغنينا فثبت الأقدام إن لاقينا وأنزلن سكينة علينا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا قالوا عامر يا رسول الله قال غفر لك ربك قال وما استغفر لإنسان قط يخصه إلا استشهد فلما سمع ذلك عمر بن الخطاب قال يا رسول الله لوما متعتنا بعامر فتقدم فاستشهد قال سلمة ثم إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أرسلني إلى علي فقال لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فجئت به أقوده أرمد فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ثم أعطاه الراية فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال‏:‏ إذا الحروب أقبلت تلهب فقال علي صلوات الله عليه وبركاته‏:‏ أنا الذي سمتني أمي حيدرة كليث غابات كريه المنظره أكيلهم بالصاع كيل السندره ففلق رأس مرحب بالسيف وكان الفتح على يديه أخبرنا بكر بن عبد الرحمن قاضي الكوفة حدثني عيسى بن المختار بن عبد الله بن أبي ليلى الأنصاري عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري عن الحكم عن مقسم عن بن عباس قال لما ظهر النبي صلى الله عليه وسلم على خيبر صالحهم على أن يخرجوا بأنفسهم وأهليهم ليس لهم بيضاء ولا صفراء فأتي بكنانة والربيع وكان كنانة زوج صفية والربيع أخوه وابن عمه فقال لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم أين آنيتكما التي كنتما تعيرانها أهل مكة قالا هربنا فلم تزل تضعنا أرض وترفعنا أخرى فذهبنا فأنفقنا كل شيء فقال لهما إنكما إن كتمتماني شيئا فاطلعت عليه استحللت به دماءكما وذراريكما فقالا نعم فدعا رجلا من الأنصار فقال اذهب إلى قراح كذا وكذا ثم ائت النخل فانظر نخلة عن يمينك أو عن يسارك فانظر نخلة مرفوعة فأتني بما فيها قال فانطلق فجاءه بالآنية والأموال فضرب أعناقهما وسبى أهليهما وأرسل رجلا فجاء بصفية فمر بها على مصرعهما فقال له نبي الله صلى الله عليه وسلم لم فعلت فقال أحببت يا رسول الله أن أغيظها قال فدفعها إلى بلال وإلى رجل من الأنصار فكانت عنده أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا عكرمة بن عمار عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن جابر بن عبد الله قال لما كان يوم خيبر أصاب الناس مجاعة فأخذوا الحمر الإنسية فذبحوها وملؤوا منها القدور فبلغ ذلك نبي الله صلوات الله عليه قال جابر فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكفأنا القدور وهي تغلي فحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم الحمر الإنسية ولحوم البغال وكل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير وحرم المجثمة والخلسة والنهبة أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن زيد أخبرنا عمرو بن دينار عن محمد بن علي عن جابر بن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر وأذن في لحوم الخيل أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري أخبرنا هشام بن حسان أخبرنا محمد أخبرنا أنس بن مالك قال أتى آت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم خيبر فقال يا رسول الله أكلت الحمر ثم أتاه آت فقال يا رسول الله أفنيت الحمر فأمر أبا طلحة فنادى إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر فإنها رجس فأكفئت القدور أخبرنا عفان بن مسلم وهاشم بن القاسم قالا أخبرنا شعبة عن أبي إسحاق عن البراء بن عازب قال أصبنا حمرا يوم خيبر قال فنادى منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن اكفؤوا القدور أخبرنا عبد الله بن محمد بن أبي شيبة أخبرنا عبد الله بن نمير عن محمد بن إسحاق عن عبد الله بن عمرو بن ضمرة الفزاري عن عبد الله بن أبي سليط عن أبيه أبي سليط وكان بدريا قال أتانا نهي رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لحوم الحمر يوم خيبر وإنا جياع فكفأناها أخبرنا يزيد بن هارون أخبرنا يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أفاء الله عليه خيبر قسمها على ستة وثلاثين سهما جمع كل سهم مائة سهم وجعل نصفها لنوائبه وما ينزل به وعزل النصف الآخر فقسمه بين المسلمين وسهم النبي صلى الله عليه وسلم فيما قسم بين المسلمين الشق ونطاة وما حيز معهما وكان فيما وقف الوطيحة والكتيبة وسلالم وما حيز معهن فلما صارت الأموال في يد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يكن لهم من العمال ما يكفون عمل الأرض فدفعها النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليهود يعملونها على نصف ما يخرج منها فلم يزالوا على ذلك حتى كان عمر بن الخطاب وكثر في يدي المسلمين العمال وقووا على عمل الأرض فأجلى عمر اليهود إلى الشام وقسم الأموال بين المسلمين إلى اليوم أخبرنا سليمان بن حرب قال أخبرنا حماد بن زيد عن يحيى بن سعيد عن بشير بن يسار قال لما افتتح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر أخذها عنوة فقسمها على ستة وثلاثين سهما فأخذ لنفسه ثمانية عشر سهما وقسم بين الناس ثمانية عشر سهما وشهدها مائة فرس وجعل للفرس سهمين أخبرنا موسى بن داود أخبرنا محمد بن راشد عن مكحول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أسهم يوم خيبر للفارس ثلاثة أسهم سهمان لفرسه وسهم له أخبرنا عتاب بن زياد أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا بن لهيعة عن محمد بن زيد أخبرني عمير مولى آبي اللحم قال غزوت مع سيدي يوم خيبر فشهدت فتحها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته أن يقسم لي معهم فأعطاني من خرثي المتاع ولم يقسم لي أخبرنا عتاب بن زياد أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا بن لهيعة حدثني الحارث بن يزيد الحضرمي عن ثابت بن الحارث الأنصاري قال قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم عام خيبر لسهلة بنت عاصم بن عدي ولابنة لها ولدت أخبرنا عتاب بن زياد أخبرنا عبد الله بن المبارك قال أخبرنا محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن فلان الجيشاني أو قال عن أبي مرزوق مولى تجيب عن حنش قال شهدت فتح جربة مع رويفع بن ثابت البلوي قال فخطبنا فقال شهدت فتح خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقول من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يسق ماءه زرع غيره ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يقض على امرأة من السبي حتى يستبرئها ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يبع مغنما حتى يقسم ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يركب دابة من فيء المسلمين حتى إذا أعجفها ردها في فيء المسلمين أو يلبس ثوبا حتى إذا أخلقه رده في فيء المسلمين أخبرنا عفان بن مسلم وهاشم بن القاسم قالا أخبرنا شعبة قال قال الحكم أخبرني عبد الرحمن بن أبي ليلى في قوله وأثابهم فتحا قريبا قال خيبر وأخرى لم تقدروا عليها قد أحاط الله بها قال فارس والروم أخبرنا موسى بن داود قال أخبرنا ليث بن سعد إن شاء الله عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه قال لما فتحت خيبر أهديت لرسول الله صلى الله عليه وسلم شاة فيها سم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اجمعوا من كان هاهنا من اليهود فجمعوا له فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إني سائلكم عن شيء فهل أنتم صادقي عنه قالوا نعم يا أبا القاسم فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أبوكم قالوا أبونا فلان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبتم أبوكم فلان قالوا صدقت وبررت فقال هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم قالوا نعم يا أبا القاسم فإن كذبناك عرفت كذبنا كما عرفته في أبينا فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل النار فقالوا نكون فيها يسيرا ثم تخلفونا فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اخسؤوا فيها ولا نخلفكم فيها أبدا ثم قال لهم هل أنتم صادقي عن شيء إن سألتكم عنه قالوا نعم يا أبا القاسم قال لهم هل جعلتم في هذه الشاة سما قالوا نعم قال وما حملكم على ذلك قالوا أردنا إن كنت كاذبا استرحنا منك وإن كنت نبيا لم يضررك أخبرنا بكر بن عبد الرحمن قاضي أهل الكوفة أخبرنا عيسى بن المختار عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن بن عباس قال لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يخرج من خيبر قال القوم الآن نعلم أسرية صفية أم امرأة فإن كانت امرأة فإنه سيحجبها وإلا فهي سرية فلما خرج أمر بسر فستر دونها فعرف الناس أنها امرأة فلما أرادت أن تركب أدنى فخذه منها لتركب عليها فأبت ووضعت ركبتها على فخذه ثم حملها فلما كان الليل نزل فدخل الفسطاط ودخلت معه وجاء أبو أيوب فبات عند الفسطاط معه السيف واضع رأسه على الفسطاط فلما أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع الحركة فقال من هذا فقال أنا أبو أيوب فقال ما شأنك قال يا رسول الله جارية شابة حديثة عهد بعرس وقد صنعت بزوجها ما صنعت فلم آمنها قلت إن تحركت كنت قريبا منك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم رحمك الله يا أبا أيوب مرتين أخبرنا عفان بن مسلم أخبرنا حماد بن سلمة قال أخبرنا ثابت عن أنس قال وقعت صفية في سهم دحية وكانت جارية جميلة فاشتراها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبعة أرؤس ودفعها إلى أم سليم تصنعها وتهيئها وجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وليمتها التمر والأقط والسمن قال ففحصت الأرض أفاحيص وجيء بالأنطاع فوضعت فيها ثم جيء بالأقط والسمن والتمر فشبع الناس قال وقال ما ندري أتزوجها أم اتخذها أو ولد قال فقالوا إن حجبها فهي امرأته وإن لم يحجبها فهي أم ولد قال فلما أراد أن يركب حجبها حتى قعدت على عجز البعير قال فعرفوا أنه قد تزوجها أخبرنا سليمان بن حرب أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال كان في ذلك السبي صفية بنت حيي فصارت إلى دحية الكلبي ثم صارت بعد إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأعتقها ثم تزوجها وجعل عتقها صداقها قال حماد قال عبد العزيز لثابت يا أبا محمد أنت قلت لأنس ما أصدقها قال أصدقها نفسها قال فحرك ثابت رأسه كأنه صدقه سرية عمر بن الخطاب إلى تربة‏:‏ ثم سرية عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى تربة في شعبان سنة سبع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عمر بن الخطاب في ثلاثين رجلا إلى عجز هوازن بتربة وهي بناحية العبلاء على أربع ليال من مكة طريق صنعاء ونجران فخرج وخرج معه دليل من بني هلال فكان يسير الليل ويكمن النهار فأتى الخبر هوازن فهربوا وجاء عمر بن الخطاب محالهم فلم يلق منهم أحدا فانصرف راجعا إلى المدينة سرية أبي بكر الصديق إلى بني كلاب بنجد‏:‏ ثم سرية أبي بكر الصديق إلى بني كلاب بنجد ناحية ضرية في شعبان سنة سبع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا هاشم بن القاسم الكناني أخبرنا عكرمة بن عمار أخبرنا إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال غزوت مع أبي بكر إذ بعثه النبي صلى الله عليه وسلم علينا فسبى ناسا من المشركين فقتلناهم فكان شعارنا أمت أمت قال فقتلت بيدي سبعة أهل أبيات من المشركين أخبرنا هاشم بن القاسم أخبرنا عكرمة بن عمار أخبرنا إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر إلى فزارة وخرجت معه حتى إذا ما دنونا من الماء عرس أبو بكر حتى إذا ما صلينا الصبح أمرنا فشننا الغارة فوردنا الماء فقتل أبو بكر من قتل ونحن معه قال سلمة فرأيت عنقا من الناس فيهم الذراري فخشيت أن يسبقوني إلى الجبل فأدركتهم فرميت بسهم بينهم وبين الجبل فلما رأوا السهم قاموا فإذا امرأة من فزارة فيهم عليها قشع من أدم معها ابنتها من أحسن العرب فجئت أسوقهم إلى أبي بكر فنفلني أبو بكر ابنتها فلم أكشف لها ثوبا حتى قدمت المدينة ثم باتت عندي فلم أكشف لها ثوبا حتى لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق فقال يا سلمة هب لي المرأة فقلت يا نبي الله والله لقد أعجبتني وما كشفت لها ثوبا فسكت حتى إذا كان من الغد لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم في السوق ولم أكشف لها ثوبا فقال يا سلمة هب لي المرأة لله أبوك قال فقلت هي لك يا رسول الله قال فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ففدى سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى فدك‏:‏ ثم سرية بشير بن سعد إلى فدك في شعبان سنة سبع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بشير بن سعد في ثلاثين رجلا إلى بني مرة بفدك فخرج يلقى رعاء الشاء فسأل عن الناس فقيل في بواديهم فاستاق النعم والشاء وانحدر إلى المدينة فخرج الصريخ فأخبرهم فأدركه الدهم منهم عند الليل فأتوا يرامونهم بالنبل حتى فنيت نبل أصحاب بشير وأصبحوا فحمل المريون عليهم فأصابوا أصحاب بشير وقاتل بشير حتى ارتث وضرب كعبه فقيل قد مات ورجعوا بنعمهم وشائهم وقدم علبة بن زيد الحارثي بخبرهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قدم من بعده بشير بن سعد سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى الميفعة‏:‏ ثم سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى الميفعة في شهر رمضان سنة سبع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله إلى بني عوال وبني عبد بن ثعلبة وهم بالميفعة وهي وراء بطن نخل إلى النقرة قليلا بناحية نجد وبينها وبين المدينة ثمانية برد بعثه في مائة وثلاثين رجلا ودليلهم يسار مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجموا عليهم جميعا ووقعوا وسط محالهم فقتلوا من أشرف لهم واستاقوا نعما وشاء فحدروه إلى المدينة ولم يأسروا أحدا وفي هذه السرية قتل أسامة بن زيد الرجل الذي قال لا إله إلا الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم ألا شققت قلبه فتعلم صادق هو أم كاذب فقال أسامة لا أقاتل أحدا يشهد أن لا إله إلا الله سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى يمن وجبار‏:‏ ثم سرية بشير بن سعد الأنصاري إلى يمن وجبار في شوال سنة سبع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جمعا من غطفان بالجناب قد واعدهم عيينة بن حصن ليكون معهم ليزحفوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بشير بن سعد فعقد له لواء وبعث معه ثلاثمائة رجل فساروا الليل وكمنوا النهار حتى أتوا إلى يمن وجبار وهي نحو الجناب والجناب يعارض سلاح وخيبر ووادي القرى فنزلوا بسلاح ثم دنوا من القوم فأصابوا لهم نعما كثيرا وتفرق الرعاء فحذروا الجمع فتفرقوا ولحقوا بعلياء بلادهم وخرج بشير بن سعد في أصحابه حتى أتى محالهم فيجدها وليس فيها أحد فرجع بالنعم وأصاب منهم رجلين فأسرهما وقدم بهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرة رسول الله القضية‏:‏ ثم عمرة رسول الله صلى الله عليه وسلم القضية في ذي القعدة سنة سبع من مهاجره قالوا لما دخل هلال ذي القعدة أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يعتمروا قضاء لعمرتهم التي صدهم المشركون عنها بالحديبية وأن لا يتخلف أحد ممن شهد الحديبية فلم يتخلف منهم أحد إلا رجال استشهدوا منهم بخيبر ورجال ماتوا وخرج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوم من المسلمين عمارا فكانوا في عمرة القضية ألفين واستخلف على المدينة أبا رهم الغفاري وساق رسول الله صلى الله عليه وسلم ستين بدنة وجعل على هديه ناجية بن جندب الأسلمي وحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم السلاح البيض والدروع والرماح وقاد مائة فرس فلما انتهى إلى ذي الحليفة قدم الخيل أمامه عليها محمد بن مسلمة وقدم السلاح واستعمل عليه بشير بن سعد وأحرم رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب المسجد ولبى والمسلمون معه يلبون ومضى محمد بن مسلمة في الخيل إلى مر الظهران فوجد بها نفرا من قريش فسألوه فقال هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح هذا المنزل غدا إن شاء الله فأتوا قريشا فأخبروهم ففزعوا ونزل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمر الظهران وقدم السلاح إلى بطن يأجج حيث ينظر إلى أنصاب الحرم وخلف عليه أوس بن خولي الأنصاري في مائة رجل وخرجت قريش من مكة إلى رؤوس الجبال وخلوا مكة فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدي أمامه فحبس بذي طوى وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته القصواء والمسلمون متوشحون السيوف محدقون برسول الله صلى الله عليه وسلم يلبون فدخل من الثنية التي تطلعه على الحجون وعبد الله بن رواحة آخذ بزمام راحلته فلم يزل رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبي حتى استلم الركن بمحجنه مضطبعا بثوبه وطاف على راحلته والمسلمون يطوفون معه قد اضطبعوا بثيابهم وعبد الله بن رواحة يقول خلوا بني الكفار عن سبيله خلوا فكل الخير مع رسوله نحن ضربناكم على تأويله كما ضربناكم على تنزيله ضربا يزيل الهام عن مقيله ويذهل الخليل عن خليله يا رب إني مؤمن بقيله فقال عمر يا بن رواحة إيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عمر إني أسمع فأسكت عمر وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إيها يا بن رواحة قال قل لا إله إلا الله وحده نصر عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده قال فقالها بن رواحة فقالها الناس كما قال ثم طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الصفا والمروة على راحلته فلما كان الطواف السابع عند فراغه وقد وقف الهدي عند المروة قال هذا المنحر وكل فجاج مكة منحر فنحر عند المروة وحلق هناك وكذلك فعل المسلمون فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ناسا منهم يذهبوا إلى أصحابهم ببطن يأجج فيقيموا على السلاح ويأتي الآخرون فيقضوا نسكهم ففعلوا ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم الكعبة فلم يزل فيها إلى الظهر ثم أمر بلالا فأذن على ظهر الكعبة وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ثلاثا وتزوج ميمونة بنت الحارث الهلالية فلما كان عند ظهر من اليوم الرابع أتاه سهيل بن عمرو وحويطب بن عبد العزى فقالا قد انقضى أجلك فاخرج عنا وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينزل بيتا بل ضربت له قبة من أدم بالأبطح فكان هناك حتى خرج منها وأمر أبا رافع فنادى بالرحيل وقال لا يمسين بها أحد من المسلمين وأخرج عمارة بنت حمزة بن عبد المطلب من مكة وأم عمارة سلمى بنت عميس وهي أم عبد الله بن شداد بن الهاد فاختصم فيها علي وجعفر وزيد بن حارثة أيهم تكون عنده فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لجعفر من أجل أن خالتها عنده أسماء بنت عميس وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزل سرف وتتام الناس إليه وأقام أبو رافع بمكة حتى أمسى فحمل إليه ميمونة بنت الحارث فبنى عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بسرف ثم أدلج فسار حتى قدم المدينة أخبرنا سليمان بن حرب أخبرنا حماد بن زيد وأخبرنا يحيى بن عباد أخبرنا حماد بن سلمة جميعا عن أيوب عن سعيد بن جبير عن بن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه قدموا مكة يعني في القضية فقال المشركون من قريش إنه يقدم عليكم قوم قد وهنتم حمى يثرب قال وقعدوا مما يلي الحجر فأمر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه أن يرملوا الأشواط الثلاثة ليرى المشركون قوتهم وأن يمشوا ما بين الركنين قال بن عباس ولم يمنعه أن يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا إبقاء عليهم فلما رملوا قالت قريش ما وهنتهم سرية بن أبي العوجاء السلمي إلى بني سليم‏:‏ ثم سرية بن أبي العوجاء إلى بني سليم في ذي الحجة سنة سبع من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بن أبي العوجاء في خمسين رجلا إلى بني سليم فخرج إليهم وتقدمه عين لهم كان معه فحذرهم فجمعوا فأتاهم بن أبي العوجاء وهم معدون له فدعاهم إلى الإسلام فقالوا لا حاجة لنا إلى ما دعوتنا فتراموا بالنبل ساعة وجعلت الأمداد تأتي حتى أحدقوا بهم من كل ناحية فقاتل القوم قتالا شديدا حتى قتل عامتهم وأصيب بن أبي العوجاء جريحا مع القتلى ثم تحامل حتى بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى بني الملوح بالكديد‏:‏ ثم سرية غالب بن عبد الله إلى بني الملوح بالكديد في صفر سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا عبد الله بن عمرو أبو معمر أخبرنا عبد الوارث بن سعيد أخبرنا محمد بن إسحاق عن يعقوب بن عتبة عن مسلم بن عبد الله الجهني عن جندب بن مكيث الجهني قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم غالب بن عبد الله الليثي ثم أحد بني كلب بن عوف في سرية فكتب فيهم وأمرهم أن يشنوا الغارة على بني الملوح بالكديد وهم من بني ليث قال فخرجنا حتى إذا كنا بقديد لقينا الحارث بن البرصاء الليثي فأخذناه فقال إنما جئت أريد الإسلام وإنما خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا إن تكن مسلما لم يضررك رباطنا يوما وليلة وإن تكن على غير ذلك نستوثق منك قال فشددناه وثاقا وخلفنا عليه رويجلا منا أسود فقلنا إن نازعك فاحتز رأسه فسرنا حتى أتينا الكديد عند غروب الشمس فكمنا في ناحية الوادي وبعثني أصحابي ربيئة لهم فخرجت حتى أتيت مشرفا على الحاضر يطلعني عليهم حتى إذا أسندت عليهم فيه علوت على رأسه ثم اضطجعت عليه قال فإني لأنظر إذ خرج رجل منهم من خباء له فقال لامرأته إني أرى على هذا الجبل سوادا ما رأيته أول من يومي هذه فانظري إلى أوعيتك لا تكون الكلاب جرت منها شيئا قال فنظرت فقالت والله ما أفقد من أوعيتي شيئا قال فنالويني قوسي ونبلي فناولته قوسه وسهمين معها فأرسل سهما فوالله ما أخطأ بين عيني قال فانتزعته وثبت مكاني ثم أرسل آخر فوضعه في منكبي فانتزعته فوضعته وثبت مكاني فقال لامرأته والله لو كانت ربيئة لقد تحركت بعد والله لقد خالطها سهماي لا أبا لك فإذا أصبحت فانظريهما لا تمضغهما الكلاب قال ثم دخل وراحت الماشية من إبلهم وأغنامهم فلما احتلبوا وعطنوا واطمأنوا فناموا شننا عليهم الغارة واستقنا النعم قال فخرج صريخ القوم في قومهم فجاء ما لا قبل لنا به فخرجنا بها نحدرها حتى مررنا بابن البرصاء فاحتملناه واحتملنا صاحبنا فأدركنا القوم حتى نظروا إلينا ما بيننا وبينهم إلا الوادي ونحن موجهون في ناحية الوادي إذ جاء الله بالوادي من حيث شاء يملأ جنبتيه ماء والله ما رأينا يومئذ سحابا ولا مطرا فجاء بما لا يستطيع أحد أن يجوزه فلقد رأيتهم وقوفا ينظرون إلينا وقد أسندناها في المسيل هكذا قال وأما في رواية محمد بن عمر قال أسندناها في المشلل نحدرها وفتناهم فوتا لا يقدرون فيه على طلبنا قال فما أنسى قول راجز من المسلمين وهو يقول أبى أبو القاسم أن تعزبي في خضل نباته مغلولب صفر أعاليه كلون المذهب وذاك قول صادق لم يكذب قال فكانوا بضعة عشر رجلا قال عبد الوارث وحدثني هذا الحرف رجل عن محمد بن إسحاق أنه حدثه رجل من أسلم أنه كان شعارهم يومئذ أمت أمت سرية غالب بن عبد الله الليثي أيضا إلى مصاب‏:‏ أصحاب بشير بن سعد بفدك‏:‏ ثم سرية غالب بن عبد الله الليثي إلى مصاب بشير بن سعد بفدك في صفر سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر حدثني عبد الله بن الحارث بن الفضيل عن أبيه قال هيأ رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام وقال له سر حتى تنتهي إلى مصاب أصحاب بشير بن سعد فإن أظفرك الله بهم فلا تبق فيهم وهيأ معهم مائتي رجل وعقد له لواء فقدم غالب بن عبد الله الليثي من الكديد من سرية قد ظفره الله عليهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير اجلس وبعث غالب بن عبد الله في مائتي رجل وخرج أسامة بن زيد فيها حتى انتهى إلى مصاب أصحاب بشير وخرج معه علبة بن زيد فيها فأصابوا منهم نعما وقتلوا منهم قتلى أخبرنا محمد بن عمر حدثني أفلح بن سعيد عن بشير بن محمد بن عبد الله بن زيد قال خرج مع غالب في هذه السرية عقبة بن عمرو أبو مسعود وكعب بن عجرة وأسامة بن زيد الحارثي أخبرنا محمد بن عمر حدثني شبل بن العلاء بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن حويصة عن أبيه قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية مع غالب بن عبد الله إلى بني مرة فأغرنا عليهم مع الصبح وقد أوعز إلينا أمرنا ألا نفترق وواخى بيننا فقال لا تعصوني فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني وإنكم متى ما تعصوني فإنكم تعصون نبيكم قال فآخى بيني وبين أبي سعيد الخدري قال فأصبنا القوم سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى بني عامر بالسي‏:‏ ثم سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى بني عامر بالسي في شهر ربيع الأول سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر الأسلمي حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة عن عمر بن الحكم قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب في أربعة وعشرين رجلا إلى جمع من هوازن بالسي ناحية ركبة من وراء المعدن وهي من المدينة على خمس ليال وأمره أن يغير عليهم وكان يسير الليل ويكمن النهار حتى صبحهم وهو غارون فأصابوا نعما كثيرا وشاء واستاقوا ذلك حتى قدموا المدينة واقتسموا الغنيمة وكانت سهامهم خمسة عشر بعيرا وعدلوا البعير بعشر من الغنم وغابت السرية خمس عشرة ليلة سرية كعب بن عمير الغفاري إلى ذات أطلاح‏:‏ ثم سرية كعب بن عمير الغفاري إلى ذات أطلاح وهي من وراء وادي القرى في شهر ربيع الأول سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا محمد بن عمر حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري قال بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم كعب بن عمير الغفاري في خمسة عشر رجلا حتى انتهوا إلى ذات أطلاح من أرض الشام فوجدوا جمعا من جمعهم كثيرا فدعوهم إلى الإسلام فلم يستجيبوا لهم ورشقوهم بالنبل فلما رأى ذلك أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلوهم أشد القتال حتى قتلوا وأفلت منهم رجل جريح في القتلى فلما برد عليه الليل تحامل حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره الخبر فشق ذلك عليه وهم بالبعث إليهم فبلغه أنهم قد ساروا إلى موضع آخر فتركهم سرية مؤتة‏:‏ ثم سرية مؤتة وهي بأدنى البلقاء والبلقاء دون دمشق في جمادي الأولى سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم الحارث بن عمير الأزدي أحد بني لهب إلى ملك بصرى بكتاب فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فقتله ولم يقتل لرسول الله صلى الله عليه وسلم رسول غيره فاشتد ذلك عليه وندب الناس فأسرعوا وعسكروا بالجرف وهم ثلاثة آلاف فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أمير الناس زيد بن حارثة فإن قتل فجعفر بن أبي طالب فإن قتل فعبد الله بن رواحة فإن قتل فليرتض المسلمون بينهم رجلا فيجعلوه عليهم وعقد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لواء أبيض ودفعه إلى زيد بن حارثة وأوصاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتوا مقتل الحارث بن عمير وأن يدعوا من هناك إلى الإسلام فإن أجابوا وإلا استعانوا عليهم بالله وقاتلوهم وخرج مشيعا لهم حتى بلغ ثنية الوداع فوقف وودعهم فلما ساروا من معسكرهم نادى المسلمون دفع الله عنكم وردكم صالحين غانمين فقال بن رواحة عند ذلك لكنني أسأل الرحمن مغفرة وضربة ذات فرغ تقذف الزبدا قال فلما فصلوا من المدينة سمع العدو بمسيرهم فجمعوا لهم وقام فيهم شرحبيل بن عمرو فجمع أكثر من مائة ألف وقدم الطلائع أمامه وقد نزل المسلمون معان من أرض الشام وبلغ الناس أن هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء في مائة ألف من بهراء ووائل وبكر ولخم وجذام فأقاموا ليلتين لينظروا في أمرهم وقالوا نكتب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنخبره الخبر فشجعهم عبد الله بن رواحة على المضي فمضوا إلى مؤتة ووافاهم المشركون فجاء منهم ما لاقبل لأحد به من العدد والسلاح والكراع والديباج والحرير والذهب فالتقى المسلمون والمشركون فقاتل الأمراء يومئذ على أرجلهم فأخذ اللواء زيد بن حارثة فقاتل وقاتل المسلمون معه على صفوفهم حتى قتل طعنا بالرماح رحمه الله ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فنزل عن فرس له شقراء فعرقبها فكانت أول فرس عرقبت في الإسلام وقاتل حتى قتل رضي الله تعالى عنه ضربه رجل من الروم فقطعه بنصفين فوجد في أحد نصفيه بضعة وثلاثون جرحا ووجد فيما قيل من بدن جعفر اثنتان وسبعون ضربة بسيف وطعنة برمح ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة فقاتل حتى قتل رحمه الله فاصطلح الناس على خالد بن الوليد فأخذ اللواء وانكشف الناس فكانت الهزيمة فتبعهم المشركون فقتل من قتل من المسلمين ورفعت الأرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نظر إلى معترك القوم فلما أخذ خالد بن الوليد اللواء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الآن حمي الوطيس فلما سمع أهل المدينة بجيش مؤتة قادمين تلقوهم بالجرف فجعل الناس يحثون في وجوههم التراب ويقولون يا فرار أفررتم في سبيل الله فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسوا بفرار ولكنهم كرار إن شاء الله أخبرنا بكر بن عبد الرحمن قاضي الكوفة أخبرنا عيسى بن المختار عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى بن أبي الجعد عن أبي اليسر عن أبي عامر قال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الشام فلما رجعت مررت على أصحابي وهم يقاتلون المشركين بمؤتة قلن والله لا أبرح اليوم حتى أنظر إلى ما يصير إليه أمرهم فأخذ اللواء جعفر بن أبي طالب ولبس السلاح وقال غيره أخذ زيد اللواء وكان رأس القوم ثم حمل جعفر حتى إذا هم أن يخالط العدو رجع فوحش بالسلاح ثم حمل على العدو وطاعن حتى قتل ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة وطاعن حتى قتل ثم انهزم المسلمون أسوأ هزيمة رأيتها قط حتى لم أر اثنين جميعا ثم أخذ اللواء رجل من الأنصار ثم سعى به حتى إذا كان أمام الناس ركزه ثم قال إلي أيها الناس فاجتمع إليه الناس حتى إذا كثروا مشى باللواء إلى خالد بن الوليد فقال له خالد لا آخذه منك أنت أحق به فقال الأنصاري والله ما أخذته إلا لك فأخذ اللواء ثم حمل على القوم فهزمهم الله أسوأ هزيمة رأيتها قط حتى وضع المسلمون أسيافهم حيث شاؤوا وقال فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته فشق ذلك عليه فصلى الظهر ثم دخل وكان إذا صلى الظهر قام فركع ركعتين ثم أقبل بوجهه على القوم فشق ذلك على الناس ثم صلى العصر ففعل مثل ذلك ثم صلى المغرب ففعل مثل ذلك ثم صلى العتمة ففعل مثل ذلك حتى إذا كان صلاة الصبح دخل المسجد ثم تبسم وكان تلك الساعة لا يقوم إليه إنسان من ناحية المسجد حتى يصلي الغداة فقال له القوم حين تبسم يا نبي الله بأنفسنا أنت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الذي رأيتم مني أنه أحزنني قتل أصحابي حتى رأيتهم في الجنة إخوانا على سرر نتقابلين ورأيت في بعضهم إعراضا كأنه كره السيف ورأيت جعفرا ملكا ذا جناحين مضرجا بالدماء مصبوغ القوادم سرية عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل‏:‏ ثم سرية عمرو بن العاص إلى ذات السلاسل وهي وراء وادي القرى وبينها وبين المدينة عشرة أيام وكانت في جمادي الآخرة سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن جمعا من قضاعة قد تجمعوا يريدون أن يدنوا إلى أطراف رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص فعقد له لواء أبيض وجعل معه راية سوداء وبعثه في ثلاثمائة من سراة المهاجرين والأنصار ومعه ثلاثون فرسا وأمره أن يستعين بمن يمر به من بلي وعذرة وبلقين فسار الليل وكمن النهار فلما قرب من القوم بلغه أن لهم جمعا كثيرا فبعث رافع بن مكيث الجهني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يستمده فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في مائتين وعقد له لواء وبعث معه سراة المهاجرين والأنصار وفيهم أبو بكر وعمر وأمره أن يلحق بعمرو وأن يكونا جميعا ولا يختلفا فلحق بعمرو فأراد أبو عبيدة أن يؤم الناس فقال عمرو إنما قدمت علي مددا وأنا الأمير فأطاع له بذلك أبو عبيدة وكان عمرو يصلي بالناس وسار حتى وطىء بلاد بلي ودوخها حتى أتى إلى أقصى بلادهم وبلاد عذرة وبلقين ولقي في آخر ذلك جمعا فحمل عليهم المسلمون فهربوا في البلاد وتفرقوا ثم قفل وبعث عوف بن مالك الأشجعي بريدا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بقفولهم وسلامتهم وما كان في غزاتهم سرية الخبط‏:‏ أميرها أبو عبيدة بن الجراح‏:‏ ثم سرية الخبط أميرها أبو عبيدة بن الجراح وكانت في رجب سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح في ثلاثمائة من المهاجرين والأنصار وفيهم عمر بن الخطاب إلى حي من جهينة بالقبلية مما يلي ساحل البحر وبينها وبين المدينة خمس ليال فأصابهم في الطريق جوع شديد فأكلوا الخبط وابتاع قيس بن سعد سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى خضرة‏:‏ ثم سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى خضرة وهي أرض محارب بنجد في شعبان سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا قتادة ومعه خمسة عشر رجلا إلى غطفان وأمره أن يشن عليهم الغارة فسار الليل وكمن النهار فهجم على حاضر منهم عظيم فأحاط بهم فصرخ رجل منهم يا خضرة وقاتل منهم رجال فقتلوا من أشرف لهم واستاقوا النعم فكانت الإبل مائتي بعير والغنم ألفي شاة وسبوا سبيا كثيرا وجمعوا الغنائم فأخرجوا الخمس فعزلوه وقسموا ما بقي على أهل السرية فأصاب كل رجل منهم اثنا عشر بعيرا فعدل البعير بعشر من الغنم وصارت في سهم أبي قتادة جارية وضيئة فاستوهبها منه رسول الله صلى الله عليه وسلم فوهبها له فوهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم لمحمية بن جزء وغابوا في هذه السرية خمس عشرة ليلة سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى بطن إضم‏:‏ ثم سرية أبي قتادة بن ربعي الأنصاري إلى بطن إضم في أول شهر رمضان سنة ثمان من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا لما هم رسول الله صلى الله عليه وسلم بغزو أهل مكة بعث أبا قتادة بن ربعي في ثمانية نفر سرية إلى بطن إضم وهي فيما بين ذي خشب وذي المروة وبينها وبين المدينة ثلاثة برد ليظن ظان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توجه إلى تلك الناحية ولأن تذهب بذلك الأخبار وكان في السرية محلم بن جثامة الليثي فمر عامر بن الأضبط الأشجعي فسلم بتحية الإسلام فأمسك عنه القوم وحمل عليه محلم بن جثامة فقتله وسلبه بعيره ومتاعه ووطب لبن كان معه فلما لحقوا بالنبي صلى الله عليه وسلم نزل فيهم القرآن يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة إلى آخر الآية فمضوا ولم يلحقوا جمعا فانصرفوا حتى انتهوا إلى ذي خشب فبلغهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد توجه إلى مكة فأخذوا على بيبن حتى لحقوا النبي صلى الله عليه وسلم بالسقيا‏.‏